العدسة التقنية

أنواع استراتيجيات تداول الأسهم

أنواع استراتيجيات تداول الأسهم

تداول الأسهم هو فن يجمع بين العلم والفلسفة، وهو عملية تتطلب القدرة على قراءة سوق الأسهم وفهمه بشكل شامل. يعد سوق الأسهم من أكثر الأسواق تنوعًا وانتشارًا في عالم الاستثمار، حيث يقوم الملايين حول العالم بشراء وبيع وكذلك تداول الأسهم يوميًا.

ومع تزايد شعبية تداول الأسهم وتوفر التكنولوجيا، أصبحت الأسواق المالية أكثر إثارة وتحديًا للمستثمرين والمتداولين على حد سواء. تتجاوز التداول العادي بين مبيعٍ وشاري وتحقيق ربح ضئيل، تداول الأسهم الناجح يتطلب استخدام استراتيجية محكمة ومدروسة.

هناك الكثير من استراتيجيات تداول الأسهم التي يمكن للمتداولين اختيارها وتطبيقها بناء على ووفقا لأهدافهم ونهجهم في الاستثمار. فقد يرغب بعضهم في جني أرباح سريعة من التذبذبات اليومية في السوق، بينما يفضل آخرون الاستثمار للمدى الطويل باعتبار الأسهم مكونًا رئيسيًا في محفظتهم.

حينما يكون لدى المتداول التعرف على جيدة بأنواع الاستراتيجيات المتنوعة، يمكنه اتخاذ قرار مدروس ومناسب لاختيار الاستراتيجية المناسبة التي تناسب أهدافك ومستوى خبرته في السوق المالية.

بالنظر إلى تعقيدات وتحديات سوق الأسهم، يمكن للمتداول أن يحسن من فرص نجاحه عن طريق تطوير خطة استثمارية محكمة والالتزام بمعرفة وتحليل الأسواق بشكل دوري. في نهاية المطاف، فإن فهم متعمق لأنواع استراتيجيات تداول الأسهم يمهد الطريق نحو تحقيق أهداف مالية طويلة الأجل وتحقيق النجاح في عالم التداول الديناميكي والمثير للإعجاب.

يتناول ذلك الموضوع تحليل أبرز أنواع استراتيجيات تداول الأسهم ويقدم نظرة عميقة على كل نمط وكيفية تطبيقه بنجاح. سنسلط الضوء على الاستراتيجيات الرئيسية المستخدمة في سوق الأسهم، مع التركيز على توضيح مميزات وعيوب كل نوع، ونقدم نصائح قيمة للمبتدئين حتى يتمكنوا من اختيار الاستراتيجية التي تناسب أهدافهم الاستثمارية وتنمية قدراتهم في التداول في أهم شركات التداول.

أنواع استراتيجيات تداول الأسهم

1- استراتيجية تداول الأسهم اليومية (Day Trading):

استراتيجية تداول الأسهم اليومية هي واحدة من أشهر استراتيجيات تداول الأسهم التي تجذب الكثير من المتداولين. تُعد هذه الاستراتيجية مناسبة للأفراد الذين يفضلون العمل بسرعة واتخاذ قرارات سريعة وتحقيق أرباح في غضون نفس جلسة التداول، حيث يقوم المتداولون اليوميون بفتح وإغلاق مراكزهم خلال نفس اليوم.

تهدف استراتيجية تداول الأسهم اليومية إلى استغلال التذبذبات اليومية في سعر الأسهم والتي من الممكن أن تحدث بسبب الأخبار والأحداث الاقتصادية والتطورات الأخرى. مبدأ عمل استراتيجية تداول الأسهم اليومية يقوم على استغلال الفروق الطفيفة في سعر الأسهم في فترات زمنية قصيرة للغاية، مما يسمح بتكرار العمليات بسرعة وزيادة الفرص لتحقيق الأرباح. يهدف المتداول اليومي إلى اقفال كل المراكز قبل نهاية جلسة التداول لتجنب التعرض لمخاطر تكون عند فتح السوق خلال اليوم التالي.

تتطلب استراتيجية تداول الأسهم اليومية مهارات محددة وإجراءات صارمة لاتخاذ القرارات، حيث ينبغي على المتداول أن يتعلم كيفية استخدام التحليل الفني والمؤشرات للتنبؤ باتجاهات الأسهم على المدى القصير.

يعتمد المتداول اليومي على الأنماط التي تظهر على الرسوم البيانية ومستويات الدعم والمقاومة لتحديد نقاط الدخول والخروج المثلى. هناك عدة نقاط ينبغي مراعاتها قبل التفكير في استخدام استراتيجية تداول الأسهم اليومية:

  • رأس المال: ينبغي أن يكون للمتداول رأس مال كافٍ لتحمل التقلبات اليومية في سعر الأسهم. يُفضل عدم التداول بمبالغ تفوق القدرة على تحمل الخسائر.
  • التدريب والتعلم: ينبغي أن يكتسب المتداول في أهم شركات تداول الأسهم المهارات اللازمة قبل البدء في التداول اليومي.
  • إدارة المخاطر: ينبغي أن يكون لدى المتداول خطة دقيقة لإدارة المخاطر وتحديد نسبة المخاطرة المقبولة في كل صفقة.
  • الانضباط النفسي: ينبغي أن يتحلى المتداول بالانضباط النفسي وعدم التأثر بالعواطف خلال التداول، حيث من الممكن أن تؤدي القرارات العاطفية إلى خسارة الأموال.

2- استراتيجية تداول الأسهم الأساسية (Fundamental Trading):

تعتمد استراتيجية تداول الأسهم الأساسية على تحليل البيانات المالية والاقتصادية للشركات وتقييم صحة أعمالها وأدائها المالي. يهدف ذلك الصنف او النوع من تداول الأسهم إلى اكتشاف الأسهم التي تعد مرتفعة أو منخفضة في القيمة الحقيقية مقارنة بقيمتها السوقية الحالية. يستعمل المتداولون الأساسيون دواعي مالية على سبيل المثال نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) ونسبة السعر إلى الكتابة (P/B) لتحديد تقييم السهم. إذا كانت الأسعار تحت تقديرهم للقيمة الحقيقية، فقد يقومون بشراء السهم، وعلى العكس، إذا كانت الأسعار أعلى، فقد يفكرون في بيعه.

من الجوانب الإيجابية لاستراتيجية تداول الأسهم الأساسية أنها تُمكن المستثمر من الاستفادة من الفرص المستقبلية للشركات ذات الأداء المالي الممتاز، وتقليل المخاطر المتعلقة بتقلبات السوق اليومية. لكنها في الوقت ذاته تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا لتحليل البيانات والأخبار، وقد تكون النتائج متأخرة بعض الشيء عن التحركات الفورية في السوق.

في الختام، تعد استراتيجية تداول الأسهم الأساسية خيارًا مثيرًا وفعالًا للمستثمرين الذين يبحثون عن قيمة أهم شركات تداول الأسهم ويفضلون الاستثمار بنظرة طويلة الأمد، ويحبذون الابتعاد عن التأثيرات الفورية لتذبذبات السوق.

3- استراتيجية تداول الأسهم الفنية (Technical Trading):

تركز استراتيجية تداول الأسهم الفنية على تحليل الرسوم البيانية والبيانات الإحصائية لسعر السهم وحجم التداول، بهدف تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسهم. يُعتبر التحليل الفني أداة قوية للتداول، حيث يستعمل المتداولون الفنيون دواعي تقنية على سبيل المثال المتوسطات المتحركة والقنوات والمؤشرات القوة النسبية (RSI) لتحديد نقاط الدخول والخروج المثلى.

يعتمد تداول الأسهم الفني على فرضية أن تاريخ الأداء يكرر نفسه، وأن الأسعار تتبع نماذج محدده. من النقاط الإيجابية لاستراتيجية تداول الأسهم الفنية أنها تعين في الاطلاع ومعرفة على فرص الدخول والخروج بشكل محدد وتحديد نقاط توقع التغييرات في اتجاه السعر. كما تُمكن المستثمر من توفير الوقت والجهد الذي يستهلكه التحليل الأساسي.

4- استراتيجية تداول الأسهم القائمة على الأخبار (News Trading):

استراتيجية تداول الأسهم القائمة على الأخبار هي منهجية تركز على الاستفادة من الأحداث والأخبار الإقتصادية والسياسية والمالية والشركات لاتخاذ قرارات تداول الأسهم. يعتمد المتداولون القائمون على الأخبار على متابعة الأحداث الضرورية والمتوقعة وتحليل تأثيرها على أداء الأسهم لاتخاذ قرارات استثمارية.هناك عدة أنواع من الأخبار التي يراعيها المتداولون عند استخدام هذه الاستراتيجية:

  • أخبار أهم شركات تداول الأسهم: تحتوي على الإعلانات عن الأرباح والإيرادات والتوسعات والاستحواذات والتغييرات في الإدارة وغيرها من التطورات الشركاتية التي من الممكن أن تؤثر على قيمة السهم.
  • أخبار السوق: تحتوي على التطورات الاقتصادية العامة.
  • أخبار القطاع: تحتوي على تطورات تأثير القطاعات الاقتصادية على الأسهم.

5- استراتيجية تداول الأسهم سوينج (Swing Trading):

استراتيجية تداول الأسهم سوينج هي منهجية تداول تركز على الاستفادة من الاتجاهات القصيرة الأمد للأسهم، وعادة ما تستمر لفترة زمنية بعض الوقت إلى عدة أسابيع. يعد التداول بالأسلوب السوينج منتصفًا بين التداول اليومي واستثمار طويل الأجل، حيث يستفاد المتداول من التغيرات القصيرة في سعر الأسهم بينما يجنب التعرض للتقلبات اليومية.

تعتمد استراتيجية تداول الأسهم سوينج على تحليل الرسوم البيانية للأسعار والمؤشرات التقنية على سبيل المثال المتوسطات المتحركة و دواعي القوة النسبية (RSI) ومؤشر الماكد (MACD)، إلى جانب استخدام نماذج الشموع اليابانية وخطوط الدعم والمقاومة. تستند هذه الاستراتيجية على تحديد نقاط دخول وخروج محتملة للتداول عن طريق استخدام تحليل فني لمعرفة متى تبدأ وتنتهي الاتجاهات السعرية القصيرة الأجل.

يهدف المتداول بالأسلوب السوينج إلى تحقيق الربح من الزخم السعري الذي يحدث عادة عقب حدوث تحديث في الاتجاه العام للأسهم. وعادة ما يتم الاحتفاظ بمراكز التداول لفترة أطول من اليوم التداولي، حيث يتم الخروج من المراكز حينما يتحقق هدف الربح المستهدف أو حينما يشير إشارات التحليل الفني إلى انعكاس الاتجاه.

مميزات استراتيجية تداول الأسهم سوينج تتمثل في مرونتها واحتوائها على نسبة من الاستثمار اليومي القليل، مما يسمح للمتداول الاستفادة من الاتجاهات القصيرة الأجل دون الحاجة لمتابعة السوق على مدار اليوم. كما تسمح هذه الاستراتيجية بإدارة المخاطر بشكل أهم مقارنة بالتداول اليومي، حيث يمكن للمتداول وضع أوامر توقف خسارة لحماية رأس المال.

6- استراتيجية تداول الأسهم بالتغطية (Hedging):

استراتيجية تداول الأسهم بالتغطية، هي منهجية تهدف إلى الحد من المخاطر وحماية المركز التداولي من التقلبات السعرية في السوق. يتم ذلك عن طريق اتخاذ إجراءات للتغطية وإقامة مراكز معاكسة لتقليل التعرض للخسائر المتوقعة. تستخدم استراتيجية تداول الأسهم بالتغطية عادة في حالات التوقعات الغامضة أو التحسب لتغيرات غير متوقعة في السوق.

هناك عدة طرق يمكن استعمالها من أجل تداول الأسهم بالتغطية، ومن أشهر الطرق:

  • التغطية بالخيارات: يمكن للمتداول شراء خيارات شراء (Call options) أو خيارات بيع (Put options) لحماية مركز التداول الخاص به.
  • التغطية بالعقود الآجلة (Futures): يمكن للمتداول الاستفادة من العقود الآجلة للتغطية. حينما يكون لديه مركز تداولي مفتوح لشراء سهم محدد، يمكنه بيع عقد آجل لهذا السهم لتغطية مركزه التداولي والحماية من احتمالات انخفاض السعر.
  • التغطية بالأسهم المضادة: يمكن للمتداول امتلاك أسهم في شركة تنافسية للشركة التي لديه مركز تداولي فيها. فعند انخفاض سعر السهم في الشركة التي لديه مركز تداولي فيها، ربما يرتفع سعر السهم في الشركة المنافسة وبالتالي يساعده على تعويض الخسارة.

7- استراتيجية تداول الأسهم بالتأثيرات النفسية (Behavioral Trading):

استراتيجية تداول الأسهم بالتأثيرات النفسي، هي منهجية تركز على فهم العوامل النفسية والعواطف التي تؤثر على سلوك المستثمرين في السوق المالية. تعتمد هذه الاستراتيجية على تحليل سلوك المتداولين وتأثيرات العواطف على سبيل المثال الخوف والطمع والتأثر بالأخبار والتوصيات.

واحدة من أبرز التأثيرات النفسية على المتداولين هو “الخوف والطمع”. حينما يرتفع سعر سهم محدد بشكل ملفت للانتباه، يميل المتداولون إلى أن يصبحوا أكثر طمعاً ويرغبون في الاحتفاظ بالسهم بالأمل في مزيد من الارتفاع، وهو ما يعرف بعملية “المحافظة على المراكز الرابحة”، وقد يؤدي ذلك التصرف إلى عدم استغلال الفرص الزمنية المناسبة للبيع وجني الأرباح. من ناحية أخرى، حينما ينخفض سعر السهم، يصبح المتداولون أكثر خوفًا ويتخذون قرارات سريعة بالبيع بخسارة للتخلص من السهم، وهو ما يعرف بعملية “قطع الخسائر”، وقد يؤدي ذلك إلى تحقيق خسائر أضخم وأهم.

تأثير آخر هو “التأثر بالأخبار والتوصيات”. يميل المستثمرون إلى التفاعل بشكل قوي مع الأخبار السارة أو السلبية حول السوق أو الشركات الفردية. مثال على ذلك، إذا تلقى متداول خبرًا جيدًا عن شركة محدده، فقد يقوم بشراء أسهم هذه الشركة بناءً على توصية إيجابية دون إجراء التحليل الأساسي الكامل. وبالمثل، إذا تلقى توصية سلبية بالبيع، فقد يتخذ قرارًا سريعًا بالتخلص من مراكزه التداولية بدون التفكير في التحليل الفني للأسهم.

استراتيجية تداول الأسهم بالتأثيرات النفسية تتطلب من المتداولين التحكم في عواطفهم واتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل منطقي ومبني على التحليل والتقييم الشامل. يمكن الابتعاد عن الوقوع في الفخاخ النفسية عن طريق وضع خطط تداول محددة مسبقًا، والتمسك بها بدقة بغض النظر عن التغيرات العاطفية التي ربما تحدث في السوق.

كلمة أخيرة

في ختام ذلك الموضوع، لقد تناولنا بعض أنواع استراتيجيات تداول الأسهم الضرورية والتي تستخدمها المتداولون في الأسواق المالية. كل استراتيجية لها مزاياها وتحدياتها، وتتطلب مستويات متنوعة من المعرفة والخبرة.

استراتيجية تداول الأسهم اليومية تركز على الاستفادة من التذبذبات اليومية في سعر الأسهم وتتطلب سرعة اتخاذ القرارات والانضباط النفسي.

استراتيجية تداول الأسهم الأساسية تعتمد على تحليل الأساسيات والبيانات المالية لـ أهم شركات تداول من أجل تحديد الأسهم ذات القيمة الجيدة والاستثمار طويل الأجل.

استراتيجية تداول الأسهم الفنية تركز على تحليل الأنماط الرسمية والمؤشرات التقنية للتنبؤ باتجاهات الأسعار.

استراتيجية تداول الأسهم القائمة على الأخبار تعتمد على استغلال الأخبار والأحداث الاقتصادية والسياسية لاتخاذ قرارات التداول.

لكل متداول استراتيجية تتناسب مع أهدافه ومستوى خبرته، ومن المهم أن يكون المتداول ملمًا بمزايا وعيوب كل استراتيجية ويتعلم كيفية تطبيقها بشكل فعال.

ننصح دائمًا المتداولين بالبدء بالتداول على حساب تجريبي قبل المضي قدمًا في الاستثمار الحقيقي، وأن يستمروا في تحسين معرفتهم ومهاراتهم للوصول إلى نجاح متزايد في عالم تداول الأسهم المتنوع والمثير.

أنواع استراتيجيات تداول الأسهم

زر الذهاب إلى الأعلى